الأربعاء، 27 يوليو 2011

أغنِيَـات الشَـارِع ،!


أسْرق مِن محْفظَة اللّيل بَعض العُتمَـة / وتفَـاصِيل السّوَاد ..
يَسُود الهدُوء / فـَ يذكّرنِي بـ وطَن سُرق مِن جَيب حَقِيبَتيْ ، أثنَـاء الغُربَة والابتعَـاد ..
أسِير فِي طَريْق مُغمّد بـ طُهْر اليَاسمِينَـات / ومَفرُوش بـ بتلَات السنْبلَات ..
فـَ أنْدِب فَقدِي لـِ قَمر السمَـاء والمسَـاء ،
وفِي ثغُور الغَيم / أبحَث عَن قَطرة تلَازمنِي ، وعنّي تُخفّف الغيَـاب ..

مَـالِي أفتّش عَن حبّة لقَـاء / وَسط بَحر مِن السّرَاب !
وأنَـا الضَـائِعَة وَسط متَـاهَات مُطرّزَة / مِن كفُوف الغبَـار !
وأفتّت كَبِد الصّبَـاح بـ طَعنـَة مِن خنَـاجِر ،
مسْتلّة بـ دمُوع نَـاريّة / وطَـابُور جِرَاح !

أبقَى أعَـاتِب طرقَـات المَدِينـَة ،
ومِن عينَـاي أسحَب صَبرًا دُون أدنَى اعتِرَاض ..
لَا تَدمعِي أيّتهَـا اللؤْلؤَة السَـاهِرَة ،
فـَ لِأجْل الرّسُول وفَـاطِمَة الزّهرَاء / يَحقّ لـِ العَين ذَرف الانتِظَـار ..
وحَمل حقَـائِبهَـا بـ عفَش مُثقَل / وملَابس / وبَعض طعَـام !
وبـ تَرنِيمـَة حُزن تودّع أهلهَـا ، مَلِيئَة بـ أوتَـار الاختنَـاق ..
لـِ تَصعد حَـافِلَة مكتَظّة بـ أطفَـال / ونسَـاء / ورجَـال ..
وعِندمَـا يَطرق الفَجر أبوَاب الوَقت / والزمَـان ،
تملَأ أكوَابهَـا بـ القَهوَة ومِن النّوم تحرّر قَيدهَـا / إبَـان الغدَاة !
تَرنُو مِن خلَال شبّـاك أعرَج / وستَـارَة خَضرَاء ..
إلَى الشوَارع الكَظِيمـَة ، والغَسق المُترَف / ومصَـابِيح السيّـارَات ..
وضَوضَـاء الذَاكِرَة مِن حَولهَـا ، يَقسِم بِأنْ يُمزّق لهَـا رفُوف الأورَاق ..
ويكسِر مكـَاتِب ابتسَامَتِهَـا / ويَتُوب مِن كلّ ذنُوب الأفرَاح ..

ضبَـاب الشّوق / ونَدى الفَقد الّذِي يَسِيل عَلى أشجَـار الفِرَاق ..
يُشعِل نَفسهَـا بـ لَهِيب الحِرقَة وكِبريْت قَـابِل أسبُوع كـَامِل / لـِ الاشتعَـال ..
فـَ تَسكُن قَسرًا ، بـ تمثَـال أيّوب / ومَـارد انتِظَـار ..
وتَلفّ خَافقِهَـا بـ وشَـاح إيمَـان / ثمّ تَرتدِي عبَـاءَة مِن احتسَـاب !
رُغْمَ أنّ إشَـاحَة العَيْن عَن الأزقّـة المُظلمَـة ،
أمْر لَا يُصنّف إلّا ضِمن / عنَـاقِيد الأحلَام ..
والنّظَر إلَى الأرصفَـة الغَرِيبـَة ، يَتلُو العَين مِصحَف أنهَـار وحَسرَات ..
أثنَـاء صَلوَات الآمَـاق ، عَلى تُربَـة مِن أرْض الثوَانِي واللّحظَـات ..

الغَفو مَمنُوع عَن أعيُن الأنَـا ، والوسَن مُحرّم ومَنبُوذ ..
بَينمَـا الصّحوَة مَسطُورَة / عَلى أقدَار كتَـابَاتِي ..
ونِهَـايَة وَهنِي رَعشَة مُقتبسَة مِن يُتم أمنيَـة ..
ودَعْوَة مُشوّهَـة وعَقِيمَـة أدسّهَـا فِي وَجه الصبَـاح ..
[ لَيتنَـا نَصِل إلَى هُنَـاك ، ثمّ نَعُود لـِ تُربَة بَحريننَـا بـ حَق الإمَـام / بـ سلَام ]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق