الأربعاء، 27 يوليو 2011

تِلَاوَات / الرّحِيْل !


بـِ / كفّي ، أقْفَلتُ بَـابَ غُرْبَتِي ..
فـَ جَررْتُ وَرائِي سوَاد حَقِيْبتِي !
ورَكبتُ الحَـافِلَة ، بـِ / أنـّات حَـارِقـَة ..
رُغْم البرُود المُلوّح لـِ / تقَـاسِيْم وَجهِي !

ألتَهِم حبُوب الشّوق بـِ / شرَاهـَة ،
ومِن أعَـالِي الجِبَـال تَنْحَدِر دَمعـَة ..
لطَالمَـا كَـانَت مذْرفـَة ، بـِ / حَنِينهَـا لـِ الطيّبِيْن !

رَاحِلـَة أنـَا ، وأنهَـار العَيْن تَتدفّق لـِ النّبِي / والزّهرَاء ..
وأمّ البَنِيْن الأرْبعَـة / مَع الأئِمـّة الأطْهـَار !

عَنّكم سـَ تُبْعِدُونِي ؟
ومـَا الذَنب المَجْنِي منّي أجِيْبُونِي ، فِي هَذه القَضيّـة !
فـَ القَلْب رُغْم غُرْبَته مُتيّم بـِ / قُربِكم ، يَـا مَنْهل النّقَـاء يَـا صَـادقِيْن !
اعْتَـاد عَلى زيَـارتِكُم ، جَسدًا مَع النّفْس / والقَلب / والرّوح / والأضلَاع ..
فـَ كَيْف إذًا يُودّع أجنِحـَة حمَـامَاتكُم المُحلّقـَة فَوْق طُهْر قبُورِكُم !

رجَـاء أزفّه لكُم ، ادْفنُونِي هُنـَا مَعكُم / فِي مقْبرَة البَقِيْع ..
فـَ الخَـافِق الكَظِيْم ، توّاق لـِ / حنَـانكُم ، ولَا يَودّ / تَودِيْعكُم !
واللّسَـان بـِ / جَمْر يَلتَهِب ، حِينمَـا يَنطِق ::
[ لَا جَعله الله آخِر العَهْد بـِ / زيَـارتكُم ]!
والفُؤَاد يَنْجرِح كلّمَـا هَذى بـِ إكلِيْل دَمع :: [ أستَودِعكُم الله ]!

فِي محَـانِي القَلْبِ أنتُم ، وذِكركُم بَلْسَم لـِ / ثخْن الجرُوح ..
لَا ودَاع يَرْتسِم ، حَيث مَلكتُم الذّكرَى / والذّكريَـات !
مَجنُونـَة بريَـاض تُرَابكُم ، والرّب يَشْهَد بـِ / عُمْق حبّكُم ..
فِي الخَـافِق / والذّاكِرَة ، بـِ كـَامِل العَقل والجنُون !

أبتَعِد ، والرّوح تَتمرّغ فِي / تفَـاصِيل انْحِيَـادِي ..
نَسيْتُ نِصْف القَلب هُنَـاك / والنّصْف الآخَر نَـائِم فِي بَيْتِي ..
ووَسط الطّرِيْق ، تَتبعْثَر أحَـاسِيْسِي بـِ / اضْطِرَاب ..
بـِ / مَـاذَا أشْعُر أنـَا ، وأيْن أرِيْد البقَـاء !

غَبيّـة / والفَقْد أنْهكهَـا ، بَين نبيّهَـا وأئِمّتهَـا / والأحْبَـاب والأصْحَـاب ..
فـَ عَلى أوصِيَـاء الله لَا تَخْتَـار أحدًا ، لَو عَـاشَت وَحْدهَـا بـِ جوَى / وعَذاب ..
وأيّ غُربـَة قُرب مُحمّد / وفَـاطِم ، والبَـاقِر / والصّـادِق / والسَجّـاد ..
ومَلْجـَأ الحَوائِج أمّ البَنِيْن ، أمْ جَعفـَر / وعبَـاس ..

حَيْث أصْدِقَـائِهَـا المُقرّبِيْن ، سجّـادَة / وقُرْآن / وُدعَـاء ..
تَعبّد لَا نِهَـايَة لَه / وخَشْيـَة مِن العَزِيْز الجبّـار ~

دِمَـاء / فِي دَهْر خَـاطِئ ،!


مَحرُومـَة أنـَا / حتّى مِن الصّلوَات والسّجُود ..
أسْكُب دَمع الحَسْرَة بـِ / غضَب ..
وأعَـاتِبُنِي :: [ لِم لَم أبتَلِع بَعْض الحبُوب ]!
واللّيل فِي وَجْهِي يَضْحَك ، ويَنطِق سَـاخِرًا ::
أعْلَم / لَو أنّنِي أخبَرتكِ سَابِقـًا ، لَن تَبْتلعِي أيّـًا مِن ضبَابِهَـا ..
إنّمـَا هِذْيَـان قَـافِز مِن فَمكِ كـَ / عَـادَتكِ !
فـَ يَنْعَقِد حَاجِبـَاي حِينمَـا أسْألهَـا ::
[ تبّـًا لكِ يَـا دِمَـاء ، لِم الآن تُعَـانِديْنِي ]!
مِن الحَرم / ومَسْجِد القبْلتَين / وحَتّى قِبَـاء ، تَمْنَعِينيْ !

تعَب جَسدِي ، لَيس كـَ / نَفسِيْ ..
فـَ غبَـار القَهر يَتلفّ حَولِي بـِ / احتِرَاف !
ورِيَـاح السّؤَال تَسْكن فِي سمَـائِي بـِ / وضُوح الاعْتِرَاف !

مُنْعَزِلـَة هَذا اليَوم ، أعظَم بـِ / قَلِيل مِن التّمثـَال والجمَـاد ..
جَلستُ صَـامتَة ، وكلّهم مَعِي سكَنُوا !
هَل حقّـًا كُنْت مَنْهل المَرح لـِ أروَاحهُم ..
رُغْم بحّـة الهدُوء / الخَارِجـَة مِن حَنْجرَة السمَـاء !

ولكِن ..
قَسرًا تَنْتصِر عليّ تفَـاهَتِي ، وألجـَأ لـِ / عنَـاقِيد الخَرس ..
فـَ لَيْتهُم يَعْلمُون قَبْل العِتَـاب ، كَم أتُوق لـِ طُهرِي / والنّقَـاء ..
وكَم أحنّ لـِ / حرُوف القُرْآن ، وكَم أفْتَقِد تعَبّدِي ::
لـِ وَجْه القمَر / والنّجُوم / وأصدِقـَاء المسَـاء ..

جنّـة / وبَقِيْع !



سَطرَت السمَـاء فَجْرهَـا ، وسَقطَت منْهَـا ملَائِكـَة الطّهر ..
لـِ تُحِيط بـ زوّار النّبيْ وابْنَته / وعمّه وشَجرَة الأبنَـاء مِن صُلْبه ..

مِن بَعد صلَاة اللّيل ، يَسْكن صَوت الأذَان خَرِيطـَة أذنِي ..
فـَ تَعْتَلِي صَرخَـات نَبضَـاتِي :: [ الله أكبَر ]!

مِن القرْآن أقتَبِس اطمِئنَـانِي ،
وبـِ صَوت خَـاشِع أحْتلّ أزقـَة الغُرفـَة البَيضَـاء ..
بـِ قَول ربّي :: [ والسَـابقُون السَـابقُون ]!

بـِ التّربـَة ألْصِق جَبِينيْ ..
ومِن سجّـادَتِي أسْرق نهُوضـًا هَادِئـًا ، بـِ دَمعـَة مُنحَدرة !
وبـِ قيَـامِي أقْنع نَفسِي :: [ قُرْب الرّسُول لَا غُربـَة أبدًا ، بَل حيَـاة ]!

مفَـاتِيح الجِنَـان / ضِيَـاء الصَـالحِين / وزَاد العِبَـاد مَعِي ..
فـَ أيْن إذًا أجِد غُربَتِي / أوْ مَنْفَى وحْشَتِي ؟

لَو يَعْلمُون فَقط ..
بـِ أنّ حرُوفِي تمزّقت / بـِ تَرهّل الوَرق ،
ورَمْي القَلم / عَلى عتبَـات الرّيَـاح ..
تِلك هوَايـَة شقّقت ذنُوب مَدِينَتِي !

لـِ أعْلُو وأعَلّق صلَاة عَلى شمّـاعَة غَيمـَة عَذْرَاء ..
وَأجِيْب نَفسِي :: [ كلّ المدَارِك تَـافِهَة / أمَـام الأذَان ]!

فـَ القِيَـامَة تَنْبهِر فِي زمَـانهْ / وتَسْجدُ الجِبَـال ~

ضَوْضَـاء السّهَر ..


ذرّات النَوْم تَمرّ قرْبِي ، وأهفّ عَليْهَـا / ثمّ أحنِي العَينيْن لـِ سهَر مُكتئِب ..
فَـ ينَـام خَـافِق المُغتَربِيْن ، إلّا خَـافقِي العَنِيد ..

أبقَى لـِ أرنُو مِن نَـافِذَة الشّوق :
خَوْف أمّي / شَيبَـات أبِي / وجنُون إخوَتِي !
وأسْرِق مِن الفرَاشَـة جنَـاح ومِن الطّيْر آخَر ،
لـِ أحلّق فِي سمَـاء الذّكريَـات وأفتّش عَن شَيء يُهدّئنِي !

لَا أتقِن مَعرفَته ، ولَا أعلَم إنْ كـَان حَاسُوبـًا / أوْ منْدِيل !
ولكنّنِي أؤْمِن بـِ أنّه سَيلْتَهِم بَعضـًا مِن أوجَـاعِي / واختنَـاقَاتِي !

أبتَلِع قَهْوتِي السّودَاء كـَ عَـادَتِي ، عِنْد مفْترَق حُزنِي ..
وبـِ دمعَـاتِي أسقِي حسْرَة ذَاكِرَتِي !
أظمـَأ مِن الفَرح دَهرًا ، وأتعَطّش لـِ تمَـاثِيل ابْتسَامَـات !
أدقّق فِي ثوَانِي السّـاعَة ، وأشْتَهِي يَوم السّبْت / لـِ أوّل مرّة فِي حيَـاتِي !
أعبَس فِي ملَامح المَدِينَـة ، وأحطّم أزقّتهَـا بـِ نَظْرَة مُقتَبسَة مِن عَبرَاتِي !

أطفِئ كلّ الأضوَاء فِي عُتْمَـة ذَاتِي ..
وأحتَرِق بـِ ظلَام دَامِس ، يكـَاد السّطْو عَلى وَرقِي / واحتِبَـاسَة أحرُفِي !
أتَأمّل فِي المنفَى وأجِد أنّ كلّ شَيء قَد تحوّل إلَى سوَاد !
الجِدَار الأبيَض / الدّفتَر الأزْرَق / رمَـاد العَين / وحتّى نُور أصَـابعِي ..
سوَاد ، فِي سوَاد ، فِي سوَاد !

وفِي نهَـايَة الفَجْر ..
تحْتَلّنِي حِيرَة ، ويُرَاوِد منَـاهِل عَقلِي سُؤَال :
" كَيف نـَامُوا وقَلبِيْ يُصْدِر الضَوضَـاء ؟!! "
ويَصْرخ بـ بُكـَاء دَامِي :
[ كَم أحنّ لـِ أرْض الوَطن ، وتُرْبـَة الإبَـاء ] *

أغنِيَـات الشَـارِع ،!


أسْرق مِن محْفظَة اللّيل بَعض العُتمَـة / وتفَـاصِيل السّوَاد ..
يَسُود الهدُوء / فـَ يذكّرنِي بـ وطَن سُرق مِن جَيب حَقِيبَتيْ ، أثنَـاء الغُربَة والابتعَـاد ..
أسِير فِي طَريْق مُغمّد بـ طُهْر اليَاسمِينَـات / ومَفرُوش بـ بتلَات السنْبلَات ..
فـَ أنْدِب فَقدِي لـِ قَمر السمَـاء والمسَـاء ،
وفِي ثغُور الغَيم / أبحَث عَن قَطرة تلَازمنِي ، وعنّي تُخفّف الغيَـاب ..

مَـالِي أفتّش عَن حبّة لقَـاء / وَسط بَحر مِن السّرَاب !
وأنَـا الضَـائِعَة وَسط متَـاهَات مُطرّزَة / مِن كفُوف الغبَـار !
وأفتّت كَبِد الصّبَـاح بـ طَعنـَة مِن خنَـاجِر ،
مسْتلّة بـ دمُوع نَـاريّة / وطَـابُور جِرَاح !

أبقَى أعَـاتِب طرقَـات المَدِينـَة ،
ومِن عينَـاي أسحَب صَبرًا دُون أدنَى اعتِرَاض ..
لَا تَدمعِي أيّتهَـا اللؤْلؤَة السَـاهِرَة ،
فـَ لِأجْل الرّسُول وفَـاطِمَة الزّهرَاء / يَحقّ لـِ العَين ذَرف الانتِظَـار ..
وحَمل حقَـائِبهَـا بـ عفَش مُثقَل / وملَابس / وبَعض طعَـام !
وبـ تَرنِيمـَة حُزن تودّع أهلهَـا ، مَلِيئَة بـ أوتَـار الاختنَـاق ..
لـِ تَصعد حَـافِلَة مكتَظّة بـ أطفَـال / ونسَـاء / ورجَـال ..
وعِندمَـا يَطرق الفَجر أبوَاب الوَقت / والزمَـان ،
تملَأ أكوَابهَـا بـ القَهوَة ومِن النّوم تحرّر قَيدهَـا / إبَـان الغدَاة !
تَرنُو مِن خلَال شبّـاك أعرَج / وستَـارَة خَضرَاء ..
إلَى الشوَارع الكَظِيمـَة ، والغَسق المُترَف / ومصَـابِيح السيّـارَات ..
وضَوضَـاء الذَاكِرَة مِن حَولهَـا ، يَقسِم بِأنْ يُمزّق لهَـا رفُوف الأورَاق ..
ويكسِر مكـَاتِب ابتسَامَتِهَـا / ويَتُوب مِن كلّ ذنُوب الأفرَاح ..

ضبَـاب الشّوق / ونَدى الفَقد الّذِي يَسِيل عَلى أشجَـار الفِرَاق ..
يُشعِل نَفسهَـا بـ لَهِيب الحِرقَة وكِبريْت قَـابِل أسبُوع كـَامِل / لـِ الاشتعَـال ..
فـَ تَسكُن قَسرًا ، بـ تمثَـال أيّوب / ومَـارد انتِظَـار ..
وتَلفّ خَافقِهَـا بـ وشَـاح إيمَـان / ثمّ تَرتدِي عبَـاءَة مِن احتسَـاب !
رُغْمَ أنّ إشَـاحَة العَيْن عَن الأزقّـة المُظلمَـة ،
أمْر لَا يُصنّف إلّا ضِمن / عنَـاقِيد الأحلَام ..
والنّظَر إلَى الأرصفَـة الغَرِيبـَة ، يَتلُو العَين مِصحَف أنهَـار وحَسرَات ..
أثنَـاء صَلوَات الآمَـاق ، عَلى تُربَـة مِن أرْض الثوَانِي واللّحظَـات ..

الغَفو مَمنُوع عَن أعيُن الأنَـا ، والوسَن مُحرّم ومَنبُوذ ..
بَينمَـا الصّحوَة مَسطُورَة / عَلى أقدَار كتَـابَاتِي ..
ونِهَـايَة وَهنِي رَعشَة مُقتبسَة مِن يُتم أمنيَـة ..
ودَعْوَة مُشوّهَـة وعَقِيمَـة أدسّهَـا فِي وَجه الصبَـاح ..
[ لَيتنَـا نَصِل إلَى هُنَـاك ، ثمّ نَعُود لـِ تُربَة بَحريننَـا بـ حَق الإمَـام / بـ سلَام ]

مُوَاسـَاة الـْ / أئِمـّة ..

 
 
عَلى مائدَة الوطَن ، سَوف أزرَع مأرَب الرّحِيل !
لـِ النّبي / والزّهرَاء / والسّجَـاد / والبَـاقِر / والصّـادِق ،
سيّد شبَـاب أهْل الجنّـة / وأمّ البَنِين ..
لـِ أتمرّغ فِي القُرب / وأسهَر عَلى همسَـات القُرآن ،
أدثّرنِي بـ نَـافِذَة اللّقـَاء فجرًا / ومِن النّوم أتبرّأ !

بـ نجدَة مِن تقَـاسِيم السمَـاء ،
سَوف ألمّ جرُوحِي وعفَشِي المَحرُوق فَقدًا ..
لـِ يوَاسِيني فَقد أمّ البَنِين بـ قُبلَة مِن نسمَـات قَبرهـَا ،
تلفَح وَجهيْ بـ هدُوء ، فـَ تُنسِينيْ تعَب الذَاكرَة وأورَام الخَـافِق الشَـارد !
حَيث سـَ أدفِن مَوتَى قَلبيْ وبقَايـَا أشلَاء دمِي ،
وأنعِيهَـا كَم سيَـاج شَوق مَصفُوف حَول مقبرَة قَلبيْ !

ومِن ضيَـاع الدّهر أقتَبسْ ، أحضـَان الزّهرَاء ملجـَأ / لـِ آبَـار دمُوعِي ..
فـَ الصّدر أضلَاعه / مُكسّرَة ، والقَلب مِن خَلفه / مُشتّت بـ الهمُوم !
سَوف ألوّن عَلى لَوحـَة الفَجر / جَهليْ ،
وبـ سؤَالِي سيّدتِي : أينَ قَبركِ ؟ بُكـَاء مُغتصِب رُوحِي وأعمَـاقِي !
ضمّينِي إليكِ وانثُرينِي عَلى التّرَاب / رُوحـًا مُتعبَة ،
لَا يشفِيهَـا إلّا تُرابكِ ، وقَبركِ الملَاك الّذِي لَا يُرَى / ولَا يُعرَف ..
عدِينيْ يَـا سيّدَة نسَـاء العَـالمِين ،
أنّنِي إذَا وقَفتُ عَلى غيمَة قُربكِ بـ ارتجَـافَة دَامعـَة ..
كفّيكِ افتَحِيهَـا لِي / وبـ شفَـاعتكِ خُذِينيْ !

أيَـا المَسمُوم / المَهمُوم ، بـ حضُورك انتَكست حرُوفِي سيّدِي ..
هَل ترَى ضيَـاعِي / وظلَامِي / وعُتمَة الكوَابيس فِي المنـَام ؟
تُرَاه عَفوك فِي أيّ الجهَـات أجِده ، وأنـَا المُذنِبَة فِي ذكْرك بـ تَقصِيري !
مَن يَشفعُ لِي خيبَـاتِي / ويُمزّق بنُوره أحبَـال خَوفِي ؟
ولِمَ أبحَث عَن أمَـانِي بَعِيدًا ، وجذُوْره فِي شبّـاك الدّعَـاء ..
لكَ / يَـا بَـاب الحَوائِج !

سَجدتِي / لَم تَصِل يَومـًا لـِ عُمق سَجدتكَ يَـآ [ سجَـاد ]!
ولَا القَلبُ ارتمَى مثْلك عَلى قَلب مصلّى ، بـ رَوحـَانيّة الهُدَى والصّلَاح !
أتَيتكُ وعلّة الذِكريَـات فِي نبضَـاتِي / تتلوّى !
وأنتَ بـ المَرض / منّي أخبَر وأوجَع ،
أصبَح يَـا إمَامِي كلّ شَيء حَولِي / مُتعِب ..
وبـ حَدِيد الضّلَال قُيّدت بـ شهَوات دنيَـاي قَسرًا ،
فـَ نِدَاء لكَ يَـا مُجِيب الدّعَـاء وأقرَب منّي إلَى الإلَه :
اهدِينيْ / ولَا تجعَل آخرتِي نيَـاح !

بَـاقِر / وصَـادِق / والهوَى عَلى شمَـاعَة القََلب مُعلّق !
أترنّم عَلى خطّهم بـ ألحَـان العُشق / صباحـًا ومسَـاء / فجرًا وغدَاة !
سَـائريْن ورَاء النّهج حتّى المَوت ، يَـا أئمّة التّقوَى / والقُرآن ..
شِيعـَة / كلّنـَا ورَاءكم وورَاء حَيدر الكرّار ،
فـَ سَلِمت أنـَامِل خطّت لنـَا دَرب الإيمَـان بالرّب / والنّبي / والإمـَام ..

النّبي المُرسَل / مَنهل الحِكمَة والعِلم والفلَاح ،
لَستُ أملِك لغـَة تَفِي بكَ يَـا هَـادِي الأمّـة ..
فـَ هَل لِي بـ حرُوف مَنقُوشـَة مِن السمَـاء ؟
هَل أنطِق بـ :
جهَـاد / طَـاعَة / وخَشيَة فَـائقَة مِن الرّب الرّحِيم ..
أم ، توَاضع رُغم سموّ المقَـام / وصَبر عَلى أذَى الكفّـار ..
وَحيٌ مِن ربّك أتـَاك / خطّ بـ صَحِيفَته آخَر مُختَـار ،
حَولك التفّت أجنِحَة النبوّة / وملَائكَة الطّهر والنقَـاء ..
آلَت إليكَ يَدِي بـ حقّ كلّ أذَان ،
مِنكَ طلبَت الشفَـاعَة مِن بَعد عَصي المَدارِك والحوَاس !
فـَ تقبّل منّي هَذه الزيَـارَة / يَـا مَن هُو أقرَب إلَى الرحمـَن *


الجمعة، 22 يوليو 2011

صَلوَات طيّبـَة ، مَع عِطْر الخشُوع !


بدَاخلِي صَمت كَظيْم ..
دعـَانِي لـِ مُمـَارسَة البَوح عَلى أرصفـَة المبَـانِي ..
رُغم الخرَس .. رُغم شلَل اللّسَـان ..
ونسيَـان أنّ لـِ الطمـَأنِينَة تُوجَد عتبَـات ..
وفِي الحَقِيقَة بـ القَلب والذَاكرَة : لَم تُنسَى .. أبدًا !

فـَ نبَذت كلّ الأشيـَاء مِن حَوليْ ..
واغتَصبْت الغسَق بـِ قبّة مِن نُور ..
فرَشت سجّـادَة الطّهر ..
وعلّقت أمنيَـاتِي عَلى مشْجب القبُول ..
حطّمت حَدِيث الفَجر ..
ومَع القمَر أقِمتُ مأتمـًا لـِ الدَعوَات ..

كسَرت عـَاج الشهَوات بـ خَنجَر الطـَاعَات ..
وبـ جَيبيْ سَرقتُ الوَقت ..
لـِ أؤدّي صلَاة اللّيل وَسط نقـَاء الأمسيَـات ..
واتّخَذت الشّفع والوَتر ..
طقُوسـًا لـِ وطنـًا يَسكن فِيه المَوتى والأحيـَاء !

عَلى أبوَاب الإلَه ..
تَركتُ خشُوع الصَوت يترنّم ..
فـَ علّهـَا لَا تُكَفكف دمُوعِي ..
حِين تُذرَف تَوبـَة إلَيْه ..
وعلّ الدّنيـَا والكرَة الأرضيّـة تتوقّف بـ جنُون وثَنِي ..
حِين أسجدُ مُبلّلة بدمُوعِي تُربَة الحُسَين !

مَن ذَا يَسمعنِي دُون حَدِيث ..
ويَقرأنِي دُون حرُوف ..
ويَعتنقنِي بجنـَاح ملَائكَته دُون شعُور !

مـَالِي لَا أجـَازيْه إلّا بذنُوب حَقِيرَة ..
وخطـَايَا حَمقـَاء فِي دَربيْ ، سيّرتهَـا بيَدِي !
يَخجلُ منّي ولَا أخجَل مِنْه ..
أحيَـانِي / أنعَم عليّ / وبـ لُطفه امتَلكنِي ..
يَسبقنِي لـِ قبُول تَوبتِي ، قَبل أنْ أطْرق بَابهـَا ..
هُو الرّب ، هُو الرّحمـَة .. والغفرَان !

السـَاكِن فِي أقصَى السمَـاوَات ..
السؤْدد والعُلَا والمَجد والمُلك لَه وَحْده ..
فـَ نَحو أحجيَـة السمَـاء المُلبّيـَة طيّرت حمَـامَة تَعبيْ ..
وملَأت فَراغـَات سَـاعَاتِي ، بـ جُرعـَة مِن دوَاء القُرآن ..

وقَسرًا ركعَت حوَاس النّفس لـِ عُظم قَوله ..
[ والسـَابقُون السَـابقُون ]
إلى جنـَان الرّحمـَن سَـابقُون ..
إلَى الآخرَة .. ونَهر الحيوَان ..
إلَى حَوض النّبيْ .. وابتسَـامَة أبديّة لـِ الشفتـَان !

نعَم لَم أكُن عَبد أوّاب ، كـَ أيّوب ..
أو خـَاضِع وخـَاشِع .. ولـِ الإلَه دَومـًا رَاكِع !
ولَم تكُن النّفس يومـًا كـَ مَريم العَذراء ..

ولكنّنِي ..
اعتَنقتُ جَنِين الرَوحـَانيّة الأبديّـة إلَى صَدريْ ..
وأقسَمت بـ أنّنِي لنْ أسْقطه .. ولَن يُولَد !
وفِي قَلبيْ ، فـَ ليتعبّد دَائمـًا ..
ويكُون عَبدًا تائبـًا .. وصَائمـًا !


خشُوْع ، بَيْن / يَديّ السّجُون ..


بَين القضبَـان يَـا إمَامنـَا سُجِنت ..
والنـَاس مِن بَعدك افتَقدُوا ذَلك الصّوت الحَزيْن ..
يَـا زَين المُجتهدِين ، أينكَ تَتلُو لهُم القرْآن ..
لـِ يَبكِي السَـامِعُون ، وتَدمَع أعْيُن التـَائبِيْن !

سـَائِر أيّهـَا الكـَاظِم ورَاء نَهج أبيْك الصـَادِق ..
ولـِ مَسِيرَة أهْل البَيت النيّرة ..
بقَى قَيدكَ يُوشِم كـَ قِطعَة خَضرَاء ..
امتِدَادهـَا ، عِلمـًا / عمَلًا / قيَـادَة / وإمـَامَة !

كَريم زَاهِد ، وبَين القيُود عـَابد ..
أسِير ومُعذّب فِي سجُون الرّشِيد ..
وبإيمـَانك تحدّيت المِحنَة وفدَاحـَة الظّلم ..

مَمنُوع مِن الشّمس / وحتّى نُور الصّبـَاح ..
فـَ لَك المِحرَاب سجَد وحُفِر بَين يَديْك القُرآن ..
وبـ حرُوفِكَ الدَامِيـَة قهَرت جُبنـَاء النفُوس ..
[ اللهمّ إنّك تَعلم أنّي كنتُ أسْألكَ أنْ تفْرغنِي
لعبـَادَتِك ، وقَد فعَلت ذلِك فـَ لكَ الحَمد ]!

مُقـَاوم وثـَابِت رُغمَ كلّ الأزمـَات ..
مُمتحَن وصـَابر ، وبالجهـَاد قـَارَعت الحكـّام الطغـَاة !
لكَ تَدمَعُ الأعيُن يـَا رَافِض الاعتِذَار ..
لـِ الرّشِيد الضَعِيف ، وجنُودَه الحَمقَى !
فِي كلّ حَرف نطَقته لَه ..
[ وستَعلم غدًا إذَا جـَاثَيتكَ بَين يَدي الله
من الظـَالِم والمُعتَدِي عَلى صـَاحبه ، والسّلَام ]!
عَقلِي / قَلبيْ / ورُوحِي تُقدّسك يَـا أطهَر الأروَاح ..

فـَ يَـا شَهِيد السّجُون ورَهِين القيُود ، قُل لِي ..
كَيف احتمَلت المَدِينـَة البقـَاء هكَذا عِند سمَاعهـَا خبَر استشهَـادك !
وكَيف اكتفَت بضجـّة ودمُوع وبقَايـَا صُخب وتفـَاصِيل مُتألّمـَة ؟
وانتَ ابْن الأبوَاء ، دَفِين الكـَاظميّة وَميّت بَغدَاد !

آه ، وهـَا قَد حلّت عُتمَة الخـَامس والعشرُون مِن رجَب ..
يَوم ذِكرَى لـِ فَقد عَظيْم .. ولـِ شَهِيد الظّلمـَات فِي سجُون الظّلمـَة !

فـَ لعَن الله كفّ السّندِي بن شَـاهك القَذرَة ..
يَوم سمّتك بـ رطَب ، وأبقَت رُوحك المُقدّسـَة تُصـَارع المنيّـة ثلَاثـَة أيـَام ..
ولعَن الله قَلبـًا تَركك ثلَاثـَة أيـَام أخرَى مُسجّى فِي السّجن ..
جثـّة طـَاهِرَة ، قضَت نَحبهـَا ثٌم عَلى جِسر الكرْخ تًوضَع !

تُشيّع والجمُوع يَسِير فِي مَوكب حَزيْن ..
ودمُوعه الحـَارقَة عَلى الوَجنتيْن تَسِيْل ..
قلُوب فـَاقدَة ، وأروَاح بَعد استشهَـادك تُعذّب حَنِينـًا إلَيْك ..

فـَ بحقّك يَـا إمامنـَا مُوسَى ، فرّج عَن الإمـَام والقـَائِد مُوسَى الصّدر ..
وعَن كلّ مُعتقَل وسَجيْن فِي سجُون الظالمِين ..

هَذا يَوم الأسِيْر ، وهـَا قَد صففنَـا عَلى أعتـَابِك الطـَاهِرَة ..
دمُوع فَقدنـَا لـِ أسرَى الوطَن والمُكبّلَة أيدِيهم بقيُود الملَاعِين !

سلَام منّـا يَـا إمـَام الصّبر ، يَوم وُلِدت ..
ويَوم قضَيت شَهِيدًا فِي ظلمـَات السّجُون ..
ويَوم تُبعَث شـَاهدًا بَين يَدي ربّ العـَالمِين !

سـَ أنفَخ [ عَلِيّ ] ، وَطنـًا لِي ..


كَيف يُلَام قمَر مَوطِنه السمَـاء مِن نُور مَولِدك انخسَف !
وأنتَ عليّ الدُر مَن لَا يحبّك لـِ حيَـاته أقصَى أسَف !

سرّ الكَون أنتَ حلّه يَـا مَولَانـَا ويَـا كَعبَة العجَب !
يَـا أوّل أئمّتنَـا وحبّه فِطرَة وفِي القَلب وجَب !

يَـا صَرخَة عِند الوقُوف وعِند الجلُوس والأبسَط !
ومَن لـِ الأمّـة كـَان ولَا زَال هَاديـًا ولنَـا يدَه تبسَط !

فِي حبّك مَجنُونـًا قَلبيْ و فِي الذَاكرَة هوَاك قمّة العَقل !
وإنْ زَرعتُ بَذرَة بـ اسمكْ نمَت سَريعـًا فِي وَسط الحَقل !

سلَام منّي إليكَ لـ النَجف يَـا أبَـا الحُسيْن والحسَن !
وأمنيَة بزيَـارتك مُعلّقَة عَلى الجَبيْن يَـا مَـانعِي مِن الوسَن !

![ عَلِي ]!
- أمِيْري ونِعْم الأمِيْر *