الجمعة، 26 أغسطس 2011

فَحْص زوَاج | مَخنُوق !



مِن أقصَى الممَر ، تقَدّمت / طَبيبَـة حسنَـاء ..
أعطتنَـا بعْض أورَاق مُلوّنـَة وقـَالَتْ :: أنتُم لـِ بَعض ، لَا تُنـَاسِبَـان !
الفَحْص قَد خطّ المَصِيْر ، لَا زوَاج ولَا حَـاجَة لـِ شَيْخ | وشَـاهِدَان !
اعتَذرت ، ثمّ مضَت بـِ كَعبهَـا الرنـّان ..
فـَ سَقطنـَا بـِ دمُوعِنـَا عَلى المقَـاعِد ..
بَعدمـَا كُنّـا وَاقِفـَان !

ونَطقنـَا سهوًا لـِ الهوَاء :: أعِيْدِي الكلَام ،
لَم نَفهمُ مِن هَذا الحَدِيْث أيّ حَرْف ، آسِفـَان ..
أيَعنِي هَذا بـِ أنّنـا ، لَن نكُون مُتزوّجـَان ..
وفِي أصَـابِعنَـا الخنْصر ، تُوضَع دِبلتَـان ..
وأمـَام كلّ النـَاس كمَـا كنّـا نحلَم ، نُقبّل الجَبِين والوَجنتَـان ..
وعَلى سَريْر وَاحِد ، نكُون فِي جسَد مُشتَرك | نَائِمـَان ..
وأنّنـَا لَن نُنجِب كمـَا خطّطنـَا ، طِفلَان ..
مَحمُود | وفَـاطِمـَة سمّينَـاهُمـَا ، قَبْل أنْ يَأتِيَـان ..

يَـا صَـاحِبَة الرّدَاء الأبيَض ، مَاذَا تقُولِيْن !
نَحنُ مُنْذ خمسُون شهرًا وثمَـانيَة أيَـام وسنتَـان / حبِِييـَان ..
ألستِ تَفقهِي مَـا يُردّده اللّسَـان ، و تَنطِق بِه تِلْك الشفتَـان ؟
أرْجُوكِ انفَيْ هَذه الأخبَـار الحَارِقـَة لـِ القَلْب ، كـَ نِيْرَان ..
وكفّي عَن مُدَاعبتنَـا أنتِ وقَدرنـَا ، فـَ لَسنـَا أمَـامكِ سَـاذِجـَان ..
أوْ مَازِحـَان / أوْ ضَاحِكـَان !

بدّلِي حَدِيثكِ هَذا ، فـَ فِي قَلبينَـا بدَأت تَنمُو ..
نجمَـة مُشّوهـَة ، وقمَر تعبَـان ..
وقَـافِلَة دَمْع مُشتَعِل ، وفرَاشتَـان شَارِدتَـان !
وبدَأت تُغزَل لـِ الوجَع ، قِطعتَـان | وأحجِيَـة أحزَان !
وجَوْفـَان مُنكَسِرَان ، وسوَاد مَصفُوف عَلى رفّ الألوَان !
وزَهْرتَـان ذَابِلتَـان / وفِرَاق دُسّ فِي ثقُوب الجدرَان !

ترَاجعِي عَن هَذه العِبَـارَة السَقِيمـَة ، والجُملـَة الحمقَـاء ..
فـَ أنتِ بهَـا كسَرتِ زَوْج مِن الإنسَـان ،
رجُل وأنثَى ، لطَالمـَا كَانـَا فِي الدّنيَـا مُعذّبـَان ..
لَا تُذِيقِيهمَـا أرجُوكِ ، مرَارة الحُرمَـان !

لَا تكسُريْ حُلمَـان ،
لَا تَقطَعِي حَبْلَان ،
لَا تقتُلِي عُمرَان !

مضَت عنّـا قَبْل كلّ هَذا الحَدِيْث ..
ومضَينـَا نَحنُ الاثنَـان نُرَدّد ::
لَا تَكذبِي ، قُولِي فقَط ..
أننـَا لـِ بعْضنـَا ، مُنـَاسِبـَان !
وأننـَا بَعْد بِضعـَة أيَـام سـَ | نكُون زوجَـان !

فـَ قَسمـًا بـِ | النُوْر والظلَام ..
لسنَـا بـِ أيّ مَرض ، سِوَى العشْق | مُصَابـَان !

الأحد، 14 أغسطس 2011

لِقَـاء | مُتَمرّد !


إلَيْه ، كـَانَت تَرنُو خطوَاتِي ..
أتَقدّم بـِ هدُوء مُترَاكِم ،
ومَع نسمَـات الغَيْم " يُرَفرِف رِدَائِي " !

إلَى أنْ وَصلتُ / أمَـام عَتبَة ذَاتهْ ..
سَردتُ وجُودِي بـِ وَقفـَة بَـاذِخَـة ،
فـَ كسَـانِي بـِ جُرم نظَراتهْ شَغْف مُشتَعِل ..
ومِن أبوَاب شفتَيْه ، خَرجَت فَراشَة شَـاردَة ..
لـِ تُعلّق عَلى مشْجَب القَلب " أمنيَـة مُحَـالَة "
وتُلحّن نَغمـَة قُرب ، تَزِيْد بـِ تسَـارُع الأوتَـار ..
مَع تَرنِيمـَة خَوْف تُفرَش عَلى سجّـادَة الأمْسِيَـات ..
:: ابتَعِد قَلِيلًا ، فـَ القَلبُ يَضْطرِب ::

وبـِ استِمرَار العنَـاد ، تُذرَف دَمعـَة ..
تَعْقبهَـا انتِكـَاسَة / واحتِرَاقـَة شِفـَاه مِن نَشْوَة الأيّـام ..

تجرّنـَا الأفئِدَة ورَاء عَربـَة ..
مَلِيئَـة بـِ ابتسَـامَات / وقبلَات مِن غَيْر شِفَـاه ..
ورَعشَـات تَهْذِي ، مُقلّمـَة بـِ البيَـاض والسّوَاد ..
وكَفٌ بَـاردَة فِي وَجْه عَـاشِق ،
هَدفهَـا الوَحِيْد وَقْف سَرحـَان الرّمْش / والأهدَاب ..

لَم نـَأتِي يَـا مُتيّمِي لـِ جِدَال الشّهَوات ..
رُغمَ أنّ فِي القَلبُ نَبضَـة ، بِكَ تَحْتوِي !
وفِي الشِفَـاه رَغبَـة ،
وَاضِحـَة مِن بُقعَـة الاحمِرَار / والاحتِرَاق !

جِئْتُكَ .. وَ !

:: تُقَـابِل الحَنْجرَة ، انقِطـَاع ::
كَفٌ مُنزلـَة ..
صَمْت مُكرّر ..
نَشوَة مُنتَصِرَة ..
وشِفَـاه مُتلَاصِقـَة ..

أنـَا مَـاذَا كُنت أرِيْد القَوْل فِي هَذا اللّقَـاء ؟
لقَدْ سقَطت عَلى عَقلِي صَخرَة النّسيَـان !

لَستُ أبَدًا :: مُعَـاتبَة ،
فـَ مَن يَرى احتِضَـانَة صَدْره ، ويُنصِت لـِ دقّـات قَلْبه ..
وفِي بحُور عَينيْه يقَع غَارقـًا / لَا طَوق يُنجِيْه ولَا برّ يَأوِيْه !

يَنْسَى رسُوم الطّفُولـَة / والدُمَى / والألعَـاب ..
وحتَى أغْنيَـات الأرْض / ورَائِحـَة السّمـَاء !

فـَ أخبِرُونِي بـِ ربّكُم ،
مَن يَحْتَمِل صمُوده أمـَام هَذا القَدر المُترَف ..
مِن إسرَاف الرجُولـَة / والجمَـال !

جنُون ، مَدسُوس بَيْن جُنحَـان | إنسَـان !


نُطرّز مِن قِطعـَة القمـَاش | مُحـَال ..
وبَيْن اللّحمـَة يَجثُو جنُون ، وجمَـال !
فـَ فِي النّهـَار نَرى نجُومـًا ، وقمَر ..
ونَفْطر بـِ نبُوءَات الأذَان حِين مَوعِد | السحَر ..

نَدسّ فِي الأبرَاج ، نِصْف جَوزَاء | و قَوْسـَان ..
ونُحكِي أنّ الحُوت وَاقعِي ، والأسَد صبُور | وجبَـان ..
فِي بِئر الفلَك نَسبحُ أكثَر ،
وعَلى أنفُسنـَا | نكذبُ أكثَر !

نُلوّن القَلْب بُنّي ، ونَجِيْب :: كـَان أخضَر !
وأنّ المَواسِم تِسْعـَة ،
بَينهَـا ستّون شَهرًا ويَومـَان | وسَـاعَة !
نَلِد الشّمْس مِن خـَاصِرتنـَا | بيَـاض ،
ونُغطّيهَـا بـِ فُستَـان رمـَادِي ..
ونَجُول صَـارخِيْن :: سقطَت الشّمْس | ومـَاتَت !

نَصْنعُ دمُوعنـَا مِن | الطِيْن ،
وبِهـَا فِي أقصَى العلُو ، نَغرَق ..
ثُمّ نَسْتَنجِد شَوك المزَارِع الزَرقـَاء ،
أنْ يُبَلسِمنـَا مِن | أبوَاب الأرَق !


نَحترِق فِي برُود الذّاكِرَة ،
ونتَجمّد مِن نـَار الأنهَـار ..
مَع جمرَات النُور الحَقِيقِيْ لـِ | القمـَر !
ونَشكُو لـِ التُفـَاحَة البَنفسّجِيـّة ،
عَن هدُوء أدوَات النجّـار ..
وقلّة صَبْر الجِمـَال | والوبَر !

نَرتدِي فِي العزَاء ، أحمَر وسُكّرِي | وأصفَر ..
ونُغَنّي عَلى أروَاح المَوتَى ، مُبتَسمِين | فَرحِيْن !
نَتنقّل فِي سفَر كلّ لَحظـَة ، مِن نبتُوْن إلَى المرّيْخ ..
فـَ يُجمّدنـَا عطـَارِد | ونَخرجُ مِن بلُوتُو مُحتَرقِيْن !

نَسرُق مِن الدَائِرَة | ضِلعـًا مُستَقِيمـًا ..
ونُفتّش بَيْن خيُوط فُستـَان فَقِيْرَة ،
عَن حَرِير مُترَف | وطَقم ذَهبِي أسِيْر !

نُبدّل الأنثَى بـِ | رَجُل ، ورجُل بـِ | أنثَى ..
ونُنهِي أحجِيتنـَا الطَوِيلـَة ،
بـِ فـَاصِلَة | بِدَايـَة !

مَراحِل ، بَيْن انغِرَاسَـات الألوَان !



عُلبـَة الألوَان ، أشْعلِي الفُرشَـاة ولَوّحِي لـِ | أصَابعنَـا ..
دَعِينـَا نُلوّث الجُدرَان | وأجنِحـَة الحمَـام ،
تَحْت الضبَـاب والسّجَى !
ندُور عَلى البيُوت ، بَيتـًا | بَيتـًا ..
ونَرمِي مِنْ سَطْح الخفَـاء ، أقلَامنـَا | وأشعَارنـَا ..
وبَيْن أحفُورَات الطَريْق ، نَبنِي قَصرًا لـِ | أصبَاغنَـا !

هَلمّوا يَـا صِغَـار ، ويَـا كهُول | وشبَـاب ..
نَختبِئ خَلْف سَـاريَة الفَجْر ، ونَعبثُ بـِ | الألوَان ..
نَربط جَدِيلـَة الاعتِرَاف ، قَبْل إشرَاقـَة شَمْس الصّبَـاح !

أيَـا طِفلـَة تُوتيّـة ، عَيْنيهَـا سُكّر ..
جِلْدهـَا الطينِي كـَ حَريْر ، بَل أكثَر ..
سـَ نَقطعُ عَنكِ قَلِيلًا ،
لَعبكِ | ولَهوكِ بَيْن الدّمَى ..
أيّ لَوْن تُحبّين !
لَوْن الحدَائِق الّتِي تَلْعَبِيْن بِهـَا :: أخضَر ؟
لَوْن اللّيمُون الّذِي تعشَقِيْن حمُوضَته :: أصفَر ؟
أمْ | لَون وجنَتيْك العطِرتَيْن :: أحمَر ؟
بَيْن نبُوءَات البرَاءَة | أجـَابَت ::
بَل | زُهريْ !
كـَ لَوْن الزنـَابِق المُعلّقـَة عَلى ضفَـائِريْ ..
ولَوْن فُستـَانِي الجَدِيْد ،
وحِذَائِي المُحترِف بـِ | التَزلّق عَلى الجَلِيد ..
عُذرًا ولكِن ،
هَـاكِ قَلبـًا سـَ يُفِيدكِ فِي المُستَقبَل | يَـا صغِيرَة ..
مِن حَدِيْد !

أيـَا كَهلًا ضَعِيْف ، وَجنَته مُجعّدَة مِن الكِبَر ..
تَعبَت شفتَـاه المُشقّقـَة مِن إلقَـاء | العِبَر ..
سـَ نَقطعُ عَنكَ قَلِيلًا ،
هَذا العَزْف الحَزِيْن | والوَتْر المُكسّر مِن طعنَـات السّنِيْن ..
أيّ لَوْن تُحِب !
أزرَقٌ كـَ مَـأوَاك الدَائِم :: البَحْر ؟
دَامِس قَلِيلًا كـَ سَهْركَ فِيْه :: الفَجْر ؟
بُنيّ قَـاتِم ، كـَ لَوْن أكثَر شَيْء تُحبّـه :: التَمْر ؟
بَيْن ثَغرَات الدّمُوع | أجـَاب ::
بَلْ | رمَـادِي !
كـَ لَوْن حيَـاتِي بَعْد أحبَـابِيْ ..
والوِحدَة العَقِيمـَة الّتِي سكَنتنِي دَومـًا | حِيْن رَحِيْل أصحَـابِيْ ..
عُذرًا ولكِن ،
هـَاكَ كفنـًا أبْيضـًا ، يُريّحك مِن كلّ هَذا الشّقـَاء ..
ارحَل مَعهُم ، واذكُرنِي جَيّدًا حِين تُدفَن فِي | التُرَابِ !

أيـَا شَـاب وَسِيْم ، طُوْلَه بَـاذِخ وقَلبه سَقِيْم ..
صَدْره قَصرٌ فَخم وعَينَيْهُ خُلِقَت لـِ | الحَنِيْن ..
سـَ نَقطعُ عَنكَ قَلِيلًا ،
هَذا | السَرحـَان | والتَفكِيْر ..
أيّ لَوْن تُحِب !
تَركنـَا لكَ الاختِيَـار ،
نِيليْ | أمْ أزرَق ؟
بَنفسَجِي ، أسوَد | أوْ رُبّمـَا أبيَض ؟
لَم يُجِب ، وعَنْه زوَايـَا الهوَى | أجـَابَت ::
بَل | أحمَر !
كـَ لَوْن شَهوَتِي | وقَمِيْص نَوْم حَبِيبَتِي ..
كـَ دمُوعِي الّتِي تَنزِل دمـًا ، حِين تَبكِي عَشِيقَتِي ..
عُذرًا ولكِن ،
هَـاكَ قَلمـًا مُذهِلًا | ودفتَر ..
اسطُر دَومـًا كلّ مـَا يُحلّق فِي أفْق خَـافِقك ،
ارمِي نَبْضكَ فِي صَدْره ،
ولـِ يكُن صَدِيقكَ إذَا حـَان | الفِرَاق ..
إذَا حـَان الفَرح ، أو الحُزْن ..
أوْ ضلّت نَشوَة الذّكريَـات طَرِيقهَـا وإلَيْك | أتَت ،
مِن البَرْد | وقَطرَات المُزن !

هيّـا ، سَـاعدُونِي | لـِ نُغلِق العُلبَـة ..
فـَ النُور عَلى وشْك المَجِيْء ..
اجمَعُوا الألوَان سَريعـًا ،
قَبْل أن تستَيقِظ العصفُورَات | والنّوَارِس ..
ولـ نَفرّ لـِ غَسْل أيدِينـَا ،
فـَ نلُوذ إلَى أسرّتنَـا ، بُؤسَـاء | ومُهلَكِيْن ..
ونَنسَى أنّنـَا طرّزنَـا أحجِيَة ،
عُنوَانهَـا | ألوَانٌ تُخفِي أنِيْن !

أحجِيَـة مُطرّزَة ، مِن ضبَـاب ..


مِن أنـَامِل الضبَـاب ، سـَ | ألوّح لـِ أحجِيَتِي :: تعَـاليْ ..
تعَـاليْ إلَى الجَـانِب الأيسَر مِن الدّرْب الطَوِيْل ، لـِ نُغنّي | ونُنـَادِي ..
نُفتّش عَن قَهْوَة سَوْدَاء ، وفصُول سَبعـَة | وخمسُون بُرج لـِ أوتـَار مِيلَاد !
تعَـاليْ نَبحثُ عَن شَيْء ،
لَم يُكتَب لَه | الوجُود .. ولَم يُقدّر لَه القَدر | حيَـاة !
نَسرِق مِن سَـاريَة الفَجْر سِوَارًا أسوَدًا ، ونُزيّنه بـِ | الزنَـابِق والسّنبلَات ،
ونُعلّق عَلى شمَـاعَة الزمَن | رَعْشَاتنَـا ..
لـِ تَتكفّل بِهَـا ، وتَصرخ بَيْن أرجَـاء العقَـارِب ::
مَن ذَا يُغشِينَـا عَن سُقْم | وَآكِلـَة تَطعنُ فِي عَيْن الكِتـَاب !
الأقلَام جفّت ، ومَعهَـا جفّ | اللّعَـاب ..
وأورَاقنَـا البَـالِيـَة ، أصبحَت وطَنـًا لـِ | نَهْش الذُبـَاب ..
وعُلبـَة عَلى طَرف الذَاكِرَة ، خَـالِيـَة مِن | البَسمـَات ..
بهـَا ، دُسّت عَيْن دَامِعـَة | ولَامِعـَة ..
سـَ تُفقـَأ بـِ ثَـانِيَة وَاحِدَة فقَط ، لَو رنَـا إلَيْهَـا غُرَاب !

طِفلَتِي | السُكّريـَة !


[ تَصْريح جَريء ]! *

أشعُر بـ رُغبَة عـَارمَة ..
بـ أنْ يَكُون لديّ طِفلَة ..
تُشَـاركنِي دمّي وجسَدِي ..
تتنفّس مِن خِلَال رئَتِي ..
وتَركُل فِي بَطن أحلَامِي ..
لـِ أتـَألم بـِ ابتسَـامَة !
أسمَع نبضَـاتهَا ..
وأشعُر بـ شقـَاوتهَا !
ومِن خِلَال مرآتِي ..
أنظُر لجمـَال أنوثتِي بهَـا !
تَكبَر كُلّ يَوم فِي رَحم أفرَاحِي ..
وأتُوق شَوقـًا لـِ رُؤيتهَـا !
عِندمـَا تُتعبنِي أحكِي لهَـا ..
وأطلبهَـا بأن تجِد طَريق الحيَـاة سَريعـًا !
أضَعُ يَدِي حَيثُ تنـَام ..
وأشكِي لهـَا ألَم وجُودهـَا بداخلِي ..
وكَم أنّ ثقلهـَا يُؤرقنِي !
أستَفرغ فِي مَغسلَة الحيَـاة كلّ حُزن ..
وأطوّق سَريرهـَا بأشوَاقِي ..
وأحـَادثهـَا : إنّه يَنتظركِ ..
فـَ أسرعِي أرجُوكِ !
ومَعه أنتظِرهـَا تِسعَة أشهُر بجنُون ..
لـِ تُعلّمنِي الحنـَان والصّبر قَبل ولَادتهَـا !
وفِي المُستَوصف ..
أقصّ حكـَايَات انتِظَارهـَا الأخِيرة ..
وأتـَألّم بسَـاعَات إصرَارهـَا ..
بالخرُوج إلَى هَذه الحيَـاة !
أذرفُ دَمعـَة عِند سمـَاعِي ..
أوّل صَـرخَة لهـَا !
ومِن رَحم أمنيـَاتِي ..
تَنزفُ دمـَاء الطُهر ..
تِلكَ الّتِي كـَانت تُحِيطُ بطِفلتِي !
أتُوق لأنْ أحملهَـا بحَذر تـَام ..
أتُوق لأنْ أتـَأمّل وجههـَا الملَائكِي ..
أتُوق لأنْ أرضعهَـا بارتبَـاك لَا يُفسّر ..
طِفلتِي أنـَا لَا يشبههَـا إلّاهـَا ..
ذَات البشَرة اللّذِيذة كـَ قِطعَة مِن الجنّة ..
والعينـَان اللُؤلؤيّتـَان ..
والشفتَـان الحَمراويتَـان كـَ تُوت شَهِي ..
وفِي كلّ خصلَة مِن شعرهَـا ..
تَبنِي لِي أسطُورة فَرح ..
طِفلتِي العَذبَة ذَات الرَائحَة العَبقَة ..
نقيـّة .. كـَ المطَر ..
ونـَاعمَة .. كـَ الورُود ..
أرِيدهـَا أنْ تُعلّمنِي كَيف أحتضِنهـَا لـِ صَدريْ ..
وأقبّلهـَا عَلى وجنتَيهـَا .. بـِ هدُوء !
فِي كلّ نفَس منهـَا تَصنعُ لِي ..
نَسِيج سُدَاه السعَـادة ولُحمتهُ البهجَة ..
أضعهَـا عَلى سرِيرهَـا بقُربيْ ..
فتُحقّق الشَمس كلّ أحلَامنـَا النَبيذيـّة !
وأهمِسُ فِي أذنَيهـَا دَومـًا :
بإنجـَابكِ فقَط ، اكتَملَت أنُوثتِي ..
طِفلتي .. تِلكَ الّتِي تُذِيب القمَر ولَا تنـَام !

مَسرحِيّـة | عشْق مُختَلِف !


بقُبّعة الذكريَـات عَلى عقَـارب الزمَن .. أدُور
ألتفّ شمَـالًا وجنُوب .. وأمُور !


أترنّح كـَ طَير مَذبُوح مِن ورَاء الستَـار ..
ويَحسبُونِي أهزّ بخَصريْ !


أدخُل مَعركَة وَسط العُتمَة والظَلَام ..
وهُم بالنُور والألوَان يَنعمُون !


كل الأعيُن تُرَاقِب فِتنَة جسَد ..
تمَـايُل .. عَلى الصَدر طَريق وعِر ..
وانحِنَـاءة لـِ عُنق رُغم كُسر القدَر !


أستَرجِي يدًا تُمسكنِي .. وإلَى الصَدر تشدّنِي ..
فلَا أسمَع سِوى الصَدى يُجيبنِي : لَا تحلَمِي !


لـِ يدُوس الوجَع عَلى ذَيل فُستَـانِي ..
ويَهمسْ : توقّفِي !


اقتَربيْ وعَلى جسَد القَلق هيّـا تمدّدِي ..
فـ لنسرُد إطلَالة الحكـَايَات ..
وبَين تفَـاصِيل الحُزن ألمّكِ بـ الأحضـَان !


أمسَحُ دمُوعكِ وأنزفهَـا مرّة أخرَى ..
عَلى صَدر اليـَأس الثقِيل .. وأستَمتع !


دعِيني أغرقكِ بي لـ حدّ الجنُون ..
وأشعلكِ جمَرات فَقد حَـارقَة عَلى عتبَـات القبُور !


أسرقُ أنفَـاسكِ وأمْلأ رئتَيكِ اختنـَاقًا ..
وأسقِي رُوحكِ احتضَـارًا دُون مَوت !


أسرعِي لَا وقتَ لنَـا فـَ اللّيلُ قَريبًـا سـَ يمضِي ..


بـ خطوَات مِن حَنِين إليّ اجريْ ..
ومِثل طِفل يَبكِي عَلى كُرسي الرضَـاعَة ..


إلَيكِ خُذِيني .. هدّئيني .. وبـ صَدركِ أرضعِيني !
افعَلِي بيْ مَـا تشَـائي .. ولكِن منكِ لَا تحرمِيني !


فـَ تنزُل الدمعَـات وأشكِي :
قتَلتنِي وانتَزعت أحلَامِي .. وكفَى !
ذبَحت كلّ بَهجة فِي قَلبيْ .. ولَم تَكتفِي !


شحُوب وجْهي .. كُسر قَلبيْ .. شلَل أرجُل آمـَالِي ..
فِي كلّ هَذا .. أنتَ السبَب .. ولَا أحَد سِوَاك !


ألَم تَتعب منّي .. يَـا مُتعبيْ ؟


وإذَا بكفّ الصَمت يضَعهَـا عَلى فمِي ..
لـِ يُصمت نَحِيبي !


وبصَرخة وجدَان .. أصمّت كلّ أفرَاحِي .. أجـَاب :
أنـَا الوجَع .. أنـَا العَـاشِق المُتيّم ..
وسِوَاكِ لَم أهوَى !


افهَمِيني أرجوكِ .. أوْ سَـايرينِي ..
فـَ بهدُوئكِ قَلبيْ عَلى تُرَاب الخَيبَـات هوَى !


مـَالِي إذَا كَرهتُ طَريقهُم ..
ودَربكِ ذُو الأشوَاك أحبَبته !


ونَبذت نظَرات عيُونهم ..
وسِوى انكِسَـار عَينيكِ لَا أريْد الرُؤيَة !


ألعَن كلّ ثَـانِيَة لَستِ فيهَـا بجَـانبيْ ..
وألعَن الفَرح !


قتَلته يَـا عَشِيقتِي .. قتَلته مِن غِيرتِي !
مَحوت كلّ ابتسَـامَة مِن الكَون ..
لأكُون وَحديْ معَكِ دُون الأمَل !


دُون المَرح .. دُون التفَـاؤل ..
دُونهم كلّهم .. فقَط أنـَا وأنتِ !


وكَذلك فِي ذلكِ .. كُنتِ أنتِ السّبب ..
ولَا أحَد سِوَاكِ !


أنتِ المُذنبَة .. وعنّكِ لَن أتخلّى !
أقسِم قسَمـًا .. أنتِ لِي ..
افهَمِي ولَو مرّة .. أنتِ لِي !


وعِندمَـا بحّ صَوته بغصّة ..
عَلى ثنَـايَا صَدره مدّدنِي ..


إلَيه أكثَر قرّبنِي ..
بكلّ قوّته ضمّنِي وبجَـانِب قَلبه احتَضننِي ..
بـ إغرَاقَة دمُوعه بلّلنِي ..
وهمَس فِي خَريطة أذنِي :
شِئتِي أم أبَيتِي .. وحدُكِ لِي !


وكُنت أتمنّى لَو أنّنِي جَريئَة ..
لـِ أصْرَخ فِي وَجهه :
افهَم فقَط .. أنتَ ألمِي !